السبت، 23 يونيو 2012

توقف!






خذ معك ماتركنه من بقايا الهشيم
ولا تغادرني ومعك بعضا من عمري
لم يعد البعد يوجعني ولا بقائك بجفوة يطربني
في ذاك اليوم ضللت لقلبك الطريق 
واصبحت في تيه وانا أتلمس العودة
فلا عثرت منك وقتها على دليل
ولا خلفت ورائك أثر
توقف! ولا تحسبن توقيفك استجداء برجوع
ولا تفنيد غورك اعلان بانكسارات
انما التوقف لتعرف أنه فراق وذات بين
فان جن بك الوجد اعلم أن الطريق توقف
                                                       ***********************

توقف ولا تسرع الخطو في هجر لأن التوقف يخفف عن قلبي الوطأة
لاحزن عليك يؤلمني ولا فرحة بمرورك أضحت تسليني
فما بعد الوقوف على مذبح العشق يسألون الشاة ما جدوى السلخ
غدا عندما تعتاد نفسك تعلم أن الوقوف كان بقوة الجبر
وستدرك أن الذي مضى كان له سبقا في امعان الوهم 
وتعلم كيف يكون الوقوف ردا جميلا على من غادر وهو يحلم بغدر
                                                        ***********************

ان ظننت ان الحب أحجية فأعلم بأنك اخفقت في حل اللغز
وان سكنك يقين بأن الجرح يقوي ويعزز اعلم أن الجرح يبرء 
لاتضحك من ليل يطول فالفجر لابد يوما باذغ 
ولا يغرنك انصراف بشر وفض مجلسك هجر ففيه خير مثمر
وتعلم كيف تكون متعديا وتتميز ببكاء الضحية
وعلمني كيف بذات الحد أقتل بلا رحمة ولا توقف...

                                                            *********************

الأحد، 22 أبريل 2012



آه يا بحر....
اليك قادتني أقدامي فمن موجك توسدت وسائد الحلم
ومن همس مياهك كانت حروف كلماتي
وفي عمق قلبك أودعت كل أسراري
ومع سفنك أرسلت عزيز رسالاتي
وكم من زجاجة حملت لفافات تحمل أشواقي
ومع كل مرساة أدلي بأحزاني
وأتزود لجديد أيامي
وأستعد للنهوض من كبواتي
اليوم جئتك يا بحر أفضي بأوجاعي
أشكوه لك حتى ترده لأيام جميلات
أوتدري ما فعله بي بلا رفق ولا ابقاء على ذكريات؟
ذهب بلا عود وآذاني دون التفاتة لتضميد جرح
 أو تسكين انفعالات...
أتصدق أنه يرديني بصمت
 ويصدق أنه تعب من كثرة ثرثرات؟
يعجز عن ابداء أسباب
 فيرمي بتهم ويلقي بجرم دون أي بينة ولا دلالات
لا أدري هل أهدئ من روعه أم أنعي زمنا وعدني بسكينة
 فاذ به يرميني بانكسارات...ش
ما الحب عنده يا بحر؟ لا أدري!
 فقد جهلت ماكنت أعلم منذ نعومة الأظفار...

الأربعاء، 18 أبريل 2012

معطف من قيود (لقاء لم يكن)






طلب مني صديقي (غواص في بحر المعنى) أن أكتب للمعطف قصة ... اجتهدت وتلك اولى محاولاتي 
واتمنى ان يكون معطفي خفيفا عليكم لايثقلكم بقيود صدئة بل اتمنى ان يهبكم قيدا حريريا جميلا لذكرى

معطف من قيود
وقفت سلمى تتفقد ملابسها وتحاول تفنيدها لاقصاء مابلي منها واذ بيدها تلامس ذاك المعطف الأزرق فتناولته كانها تخشع في اداء طقس ديني , وارتدته وتنهدت بعمق شديد
وذهبت من خلال زرقته لمدينة النوات تستحث الدفء فيه وتتمنى أن تجد من يطارح افكارها ويعتنق أحلامها ويهديها سنين دعة وفرح ... جلست في ركن قصي من مقهاها المفضل وفتحت حاسوبها في ترقب ولهفة , تنتظر سطوره بلهفة وتتمنى كلماته بفرحة .
 لاتدري لما هو؟ ولماذا يفرحها حرفه ؟ ولما تشعر دوما أنه يكتب لها ؟  يناشدها ... 
ويبحر معها. ياله من رجل كلماته تصفه وحروفه تكتب بطاقة تعارفه ...

 وهذه المرة كان التعليق لها وخاطبها هي وحدها حتى ان احدى المعجبات بادرته قائلة:
هل تخص أحدا بعينه فاجاب نعم (حبيبتي) – فقالت له: وهل هي بين المعلقين ؟ قال: نعم هي بينهم ... ولكي تزيد فرحتي وسعادتي وجدت في صندوق بريدي رسالة منه,  تنبؤني بالبشرى
 وتترك لي رقم هاتفه المحمول ... ترددت ولكن ليس كثيرا وطلبته وجاء صوته عبر الهاتف ملئوه أمن وفحواه احترام وتقدير ... تحدثنا ولم نكل وتجاذبنا أطراف الحديث ولم نمل ... كان يتهرب من انهاء المكالمة وكنت أرتعد عندما أحس أنه سينهيها . ولكني أنا من قلت له يجب أن تغلق الهاتف فلديك عمل ولم يتبقى سوى وقت قصير لتستعد للعمل ... وكنت أنا في ممالك الحلم أحيا مع حروفه وكم أدهشني أن كلامنا كا ن متمما لبعضنا والتعليقات معا.. وتوحد الهمس . وكتب عن بداية حبه وكيف أنه لم يرغب في سماع صوت غير صوتها وأحدهم قال: هل تخاف أن تقول اسم حبيبتك فنهره قائلا:

 بل أخاف عليها هي . كان( محمد ) صحفي ذو قلم جريء يكتب بلا خوف ولكن الخوف زاره عندما خاف على سلمى وخشي أن يأذوه فيها وهذا مالم يكن يحتمله ... ومرة أخرى حدثها وطلب أن تقابله وقد كانت المرة الأولى التي ستراه فيها ... وكان الموعد هناك  عند شموخ القلعة وفي مقابلة البحر   حتى يكون شاهدا على أول لقاء ...

وضعت سلمى عليها معطفها الأزرق ووقفت أمام البحر تنتظر بلهفة وترقب ... الوقت متكاسل والساعات تمضي ثقالا ... ولاتدري لما أحست بقبضة في صدرها وأغتيلت أحلامها أشباح اليأس وانتظرت حتى حلول المساء ... دكوعها اغرقتها ولكن ليس هناك كغرق الشكوك ... حاولت ان تهاتفه ولكن هاتفه مغلق ... وسارعت لحاسوبها ولكن لم تلقى أي أثر وبعد يومين علمت أنه أعتقل ولايريدها أبدا ان تتصل به ... يخاف عليها لأنه يحبها...................................
انهارت سلمى... ولكن شعور  بسعادة خفية استقرت في يقينها أن ظنها لم يخب وأن ماأبعده عنها خوفه عليها أفاقت سلمى ودموعها بها حلاوة الحب ولملمت ملابسها ولكنها عزمت أن تترك  عليها معطفها وان كان به قيود ذكرى لتتدثر به وبأول أمل في لقاء علها تجد منه أثر .............تمت..............





السبت، 7 أبريل 2012

مجلس العدل







مجلس العدل مسرحية لكاتبنا الكبير / توفيق الحكيم صاحب الفلسفة العميقة
وصاحب البرج العاجي ورقيق الحمار الذي كثيرا ماكان موضوعا لحوار
أو تيمة في نسج ادبي ... هذه المسرحية أخذتها في رسالة الماجستير خاصتي
وكانت دراسة مقارنة عن المسرح السياسي حبث كانت احد المسرحيات
الثلاثة : فقد اخذت له ( مجلس العدل- الحمير- وبنك القلق ) وجميعها من المسرحيات
التي لم يتطرق لها كثيرا القراء فقد كان مسرح توفيق الحكيم في مجمله
مسرح ذهني يعتمد على القراء اكثر من التمثيل فوق المسرح . لن اطيل عليكم
تتلخص المسرحية في فرن صاحبها يقوم بتسوية (وزة ) لأحد الزبائن
وقاضي يمر من امام الفرن فيشم رائحة الوزة ويسيل لعابه عليها واذ
به يأمر الفران بان يعطيه نصف الوزة - والفران لايجد أي سبيل للخلاص
فهو القاضي ويخشى بأسه - وعندما سأله : وبماذا أجيب ان سألني عن النصف الثاني؟
فأجابه : ببساطه قول له طارت .................... فتهجب الفران ولكن ليس
هناك بد ........... وذهب كل لعمله وبعد قليل جاء الرجل ليأخذ وزته
فوجد نصفها فصرخ وامسك في هي خناق الفران  وذهب الرجل للقاضي
وهو في حالة يرثى له وبادره قائلا : الراجل قلت له ان الوزة بتاعته طارت
فقال لي : انت مجنون .......... ومسك في خناقي وقال لي جب لي
الوزة بتاعتي دلوقت حالا ..........
القاضي قال : ابعتهولي ..... ولما ذهب صاحب الوزة للقاضي قال له :
ماذا بك ؟ فأجاب الرجل بشرح حاله وقضيته باكيا متحسرا على قوته
وقوت اولاده فاذ بالقاضي يجيب: ألا تؤمن بوجود الله ... فأجاب الرجل
بلى الحمدلله أؤمن بوجود الله .... فبادره: ألا تؤمن بقدرة الله في احياء
العظام وهي رميم؟ فقال بلى .... فأجابه : فلماذا لا تؤمن بان الوزة طارت
بعد ان نضجت؟ انت ضيعت وقت المحكمة ومطلوب منك غرامة "جنيه"


وخرج الرجل وهو يتجرع جبروت القاضي ومدى عجزه عن المطالبة
بحقه ... (فبالرغم من أن اسم المحكمة الحقانية وهي بيت الحق الذي
يأتي للناس بحقوقهم هو أول من ينتهكها )
ولم يكد ينجز المهمة بنجاح حتى سمع ضجة وصوت شجار على باب
المحكمة فاذ برجل وامرأته ياتيان للمحكمة ويقتربان من القاضي
يبدأ الرجل بالكلام وهو راجيا الحق والعدل : ياسيدي كنت مارا أنا
وزوجتي التي كانت تحمل في احشائها ابني وبينما كنت مارا انا
وهي من امام الفرن فاذا برجل والفران يتشاجران وركلا زوجتي في بطنها
ففقدت حملها ....................
فاجاب القاضي : وما ادراك انه ولد؟
الرجل: هكذا أرجوا
القاضي : وهل انت واثق ان هذا الطفل منك؟
وظل القاضي يثير شكوك الرجل من جهة زوجته حتى أنه تشبع بفكرة
خيانتهتها له , وهنا استشاط غضبا وأجزم بأنه لو كانت تخونه لقتلها
وهنا قالت الزوجة مصدومة وببراءة شديدة: ولما تقتلني فاما امساك
بمعروف أو تسريح باحسان ....واخذ القاضي يحور ويدور ويمكر كالحواه
ويبحث في جعبته عن حيل وفصول فأقنع الزوجة بان الحمل دوما يخص
الزوجة وبما ان الفران هو من تسبب في افراغ الحمل وجب عليه تعبئة ما افرغ
وطالب الفران ان يذهب مع الزوجة فاستشاط الزوج غضبا وقال لا انا
مخطيء واخذ زوجته من يده بين شد وجذب عن نواياه وتصديقه للسوء في زوجته
 وهنا ضحك القاضي ضحكة الظافر المكير حيث بادرهما :
 لاشأن لي بأموركما الشخصية اذهبا بعيدا لحلها
لقد أضعتم وقت المحكمة ووجبت عليكم الغرامة جنيه ..................
وخرج الزوجان وبينهما حرب وثأر وشقاق ............................
وجاء رجل معصوب العين يولول عللى فقد عينه وبادر القاضي
شلكيا كنت مارا امام الفرن ورايت شجارا وايمانا مني بفعل الخير
تدخلت واردت ان افض النزاع الذي بينهما ...........................
رد القاضي: ألا تعلم المثل القائل " ماينوب المخلص الا تقطيع هدومه؟"
فقال الرجل: أردت خيرا فاذ بالفران يضربني على عيني فيودي بها
أريد حقي ....................................................................
وهنا القاضي اعتدل في جلسته وقال الحق الآن انك بعين واحدة
فان أردت ان تاخذ عين الفران واراد هو القصاص منك تحت
منطق العين بالعين سيأخذ الثانية وانت بالتالي تاخذ له عينا واحدة
وهنا صمت الرجل قهرا ومرارة من اختناق الحق في حنجرته
وأجاب اتنازل عن حقي . فبادره القاضي هذا استهتار باحكام المحكمة
ونلزمك بدفع غرامة جنيه ..................................................


دخل شيخ كبير شاكيا باكيا للقاضي وبدأ في سرد قصته :
ياسيدي في يوم من الأيام كان هناك هرج ومرج ورجل يصرخ أوزتي
واحدهم يصرخ زوجتي وآخر يقول حمار ورجل يقول عيني .............


القاضي: ماقصتكم مع الأوزة ؟
الشيخ : بينما الجميع يجرون خلف الفران فاذ به يدخل الى المسجد .......
القاضي: ليصلي ؟
الشيخ: لا لكي يعتصم ممن يلاحقونه وعندما دخل الجمع خلفه المسجد هرب
منه الى صحن الجامع فذهبوا خلفه وكان هناك فتحة فيه سقط منها في المسجد
القاضي: مات؟
الشيخ باكيا : لا أخي هو من مات حيث كان يصلي وحده في صحن المسجد.....


القاضي : ولماذا اختار اخيك صحن المسجد ليصلي فيه؟
الشيخ   : قسمته ............
القاضي : اذن هو ذنبه وسوء تصرفه واختياره ومن يضع نفسه في التهلكة
             لايلومن الا نفسه ...........
الشيخ : ولكن هذا المسجد يصلي فيه منذ امد بعيد
القاضي: موضع تهلكة .... ألم يهلك فيه ؟ والان ماهو المطلوب
الشيخ : العدل سيادة القاضي
القاضي: اذن رقبة برقبة ... الفران يسجد في ذات الموضع وانت تصعد لصحن المسجد
            وتلقي بنفسك عليه لتدق رقبته .......................................................
الشيخ : وان دقت رقبتي انا؟
القاضي  : لاشأن لي - هذا هو العدل
الشيخ : وانا لااريد حقي وتنازلت عنه
القاضي:  هذا استخفاف بحكم المحكمة وهنا وجب عليك دفع غرامة جنيه غرامة 
وعم الوجوم وساد القاعة صمت لم يفتقه سوى صوت القاضي وماذا بعد 
أنتوا خرستوا ليه ؟ فانبرى الفران من مكانه واشار لفلاح يجلس في أخر
القاعة وقال هناك سيدي القاضي هذا الفلاح وحماره ... حيث زعم أن الحمار
قطع ذيله أثناء مروره مع صاحبه امام الفرن في اثناء المشاجرة ..............
وهنا تقدم الفلاح للمنصة وبادره القاضي سائلا : 
ماذا حدث ؟ 
الفلاح : لم يحدث شيء........
القاضي : ألم يقطع هذا الفران ذيل حمارك ؟ 
الفلاح : أبدا  
القاضي: وهو مولود أزعر؟
الفلاح:   خلقة ربنا ...........
القاضي: وازاي بينش الدبان ؟
الفلاح : أنا بنش له 
القاضي : وما ركبتش له منشة ليه؟
الفلاح : فكرة 
القاضي : أنت رجل كداب 
الفلاح : انا يا سيادة القاضي؟ 
القاضي : أيوه هو في حمار يتولد أزعر 
الفلاح : سبحانه قادر على كل شيء 
القاضي: أسمعت انه يخلق حمار بلا ذيل ؟
الفلاح : كما سمعت انه يجعل الوزة المحمرة تطير من الفرن!
القاضي : معقول! أقنعتني ... لعنة الله عليك! 
            اذن ليس لديك شكوى من هذا الفران ؟ 
الفلاح: أبدا لاسامح الله .......................
القاضي : لماذا جئت اذن ؟ 
الفلاح : أتفرج ...
القاضي: على ماذا ؟ 
الفلاح : على الجلسة ....
القاضي : قالوا لك ان العدالة فرجة وبالمجان كمان ؟
            عليك غرامة جنيه .........................
الفلاح: بشكوى .... من غير شكوى العدل ملاحق الجميع
انصرف الفلاح وحماره وفرغت القاعة من الجميع ماعدا الفران 
والقاضي .... وقد سنحت الفرصة للفلاح أن يثني على براعة القاضي
القاضي: أظن انتهت الجلسة 
الفران : على خير والحمدلله 
القاضي: مارايك ؟ خلصتك مثل الشعرة من العجين !
الفران:  والغرامات ؟ 
القاضي : مفهوم لك فيها نصيب  !
الفران: طبعا نظير الاضطهاد العام من جموع الناس
القاضي: اطمئن ستحصل على تعويضات سخية !!!!! (انتهت) 
مجلس العدل ودار العدل تنتهك فيه العدالة ويراد باطلا بالحق ....
مغالطات وتجاوزات تلجم السنة المطالبين بالحقوق حتى يصلوا لقناعة 
العدول عن المطالبة والعدل سيلاحق الجميع بالأذى ان شكى سنعلمه كيف يصمت 
وان لم يشكوا فذلك من تقييد وضرب المربوط بالشكوى .............
كوميديا نسخر فيها  من مجريات الأمور  ........ الجمهور اختلف 
وما يفهمه المشاهد المصري ويعيه يفوق الحد ولكن الجمهور سلبي
ولا ياخذ المسرح كمحرض أو اداة للتغيير بالاختلاف مع الجمهور الايطالي
عنددما شاهد مسرحية الكاتب المسرحي والنشط السياسي (داريوفو ) موت فوضوي صدفة 
(1970) والمصاحبة لظهور حركة الفوضويين في ايطاليا حيث قدم للمشاهد 
مسرحية تتناول ماحدث مع "جنيسي بينيللي " عامل سكة حديد اثر القاء القبض عليه
بعد سلسلة انفجارات (مع الضغط على البوليس والشرطة في القاء القبض على الجاني 
كانوا يلفقون التهم لأيا من كان ) وبعد سلسلة من العذابات والممارسات العنيفة مع الضحية 
يكتشفون الجاني الحقيقي ويخشون من رد فعل العامة ان علموا من المتهم ظلما بممارساتهم
فألقوا به من نافذة في الطابق الثالث من قسم الشرطة وزعموا أنه أصيب بجنون وهوس الطيران
فسقط ميتا ............... وهذا الفعل تكرر مرارا ولكن المسرحية دفعت باهل جنيسي بنيلي 
للمرابطة امام القضاء واعيدت فتح الملفات مرة أخرى بعد ان مر سنين على غلقها ) .
داريوفو أرسل ذات الرسالة ان حماة الحق وحافظوه هم أول منتهكيه وان دور الأمن 
تصبح مشاعا لكل عابث ........ ( المسرح اداة تغيير وتنوير ورسالة ) - 
صديقي الفاروق بناء على طلبك كتبت تحليل حاولت ان اختصر فيه قدر استطاعتي 
حتى لااطيل على القاريء واتمنى أن أكون قد حافظت على وعدي معك ......
قريبا ان شاء الله سأتناول مسرحية لاتقل أهمية لكاتبنا المسرحي مرة أخرى
الأستاذ /محمد أبو العلا السلاموني (الحادثة التي جرت في 11 سبتمير) 
معذرة للاطالة 



.








الأحد، 18 مارس 2012

(حب في الميدان : مسرحية بقلم الكاتب المسرحي / محمد أبو العلا السلاموني.



حب ثائر
 استوقفتني كثيرا أبعادا رسمها الكاتب جعلتني أتأرجح بين اقرار بقبول ورفض بتحفظ.
لقد اجتاح الحاسوب حياتنا وتحولنا بمرور الوقت لأدوات تستخدم وتشدنا نحو أزرار وألوحة حروف وشاشات تربطنا وتجذبنا نحو المجهول... ربما حب الحاسوب يختلف كثيرا عن حب "منى" و"أحمد" في أفلامنا المصرية . ومع تكرار الشخصيتان الا أن الخلفية الزمانية والمكانية والحدثية جميعها تختلف...
الخلفية الزمنية: بعد احداث ثورة 25/يناير بخمسة عشر يوما... المكان: حجرة تضم "فتى" هو "أحمد" و "فتاة" هي "منى" ... الحدث: أعين معصوبة غرفة مظلمة ... ومن   حيث كان الميعاد بلقاء عند تمثال "عمر مكرم" الثائر, كان الموعد   بين "منى" و "أحمد" حيث أرض الواقع ...فجأة كلاهما أصطحبه مجهول لمجهول ...  غرفة واحدة تجمعهما وهما لايعلمان.. مصير واحد ينتظرهما وهما يجهلان ...

  وبعد ساعات يتفتق الصمت ببدء حوار وتعارف يأخذهما من عتمة الجهل بهويتهما للحظة التنوير عنهما وعن سبب الجمع بينهما. فقد تطوع جهاز أمن الدولة بالجمع بينهما وتجنيبهما جذوة اللقاء في خضم نار مستعرة حتى لايفقدا روعة اللقاء الأول. وفروا لهما جهازيين حاسوب وبدأ كل منهما يتواصل مع رفاقه أو بالصح يستفسر عما حدث للآخر فيكتشفان الحقيقة أن منى هي ذات الفتاة التي تشاركه الغرفة وأن أحمد هو ذات الفتى الذي فك وثاقها ... وبالطبع كل شيء مرتب ومنسق من قبل "موفقيين اثنين بالحلال"

اتخذوا من الحب ذريعة لمعرفة كنه هذه الأحداث ويقفون على الحقيقة التي حيرتهم؟ كيف لكل هذا الجمع الغفير أن يجتمع في لمح البصر ويملي ارادته على عتاة النظام وأدواته؟؟؟ الاجابة لم تأتي شافية ولم تأتي مواتية الرياح بما تشتهي السفن. الحدث كان روعة اجتماع لحب وعشق وطن ... جمع طوائف الأمة من شباب وشيوخ ونساء وأطفال جميعها يتغنى في حب مصر. سنوات صمت عقبها انبلاج فجر جميل ينكسر فيه القيد ... وتحل فيه ألجمة الألسن وينطق القلب بما ضاق به الصدر... حب ثائر فتق صمت الدجى وأرسى قواعد جديدة لحب كبير أكبر من حب منى وأعظم من عشق أحمد...

خلف أزرار الحاسوب كل شيء مباح ... فالحب لايشبه الحب الذي يولد بالنظرة والابتسامة وشحنات من هنا وهناك ... عجيب هذا الجهاز , مع أنه صنع عقول بشرية وافراز فكر آدمي الا أنه نجح في اخضاعنا لحكمه , وجعلنا أدوات تخضع لضغطة أزراره فباشارة منه يقعدنا أمامه لساعات ... يتصاغر أمامها أي عشق آخر , معه نتغاضى عن صلة الرحم, وننسى مع سحره الأصدقاء, ونتنازل عن نزهة في هواء طلق, ونبقى فقط بعشقه مشدوهين... التجمل واجب قومي لسكنى الحاسوب ... لاحدود... لاطبقية... لا مؤهلات ... ولا أيديولوجيات ...

 الفتاة تتجمل وبذكاء رشيق تخفي عيوبها ... ان كان فقرا تتجمل بمساحيق الاتجاهات السياسية أو الدينية لتبرر عدم أهمية هذا لها... وأن ماهي عليه من حال زهد لتوافه الأمور وأرفع عن كل أمر يخرج عن قضايا وطن أو دعوة لدين... والفتى ان أجاد التجمل فرض السطوة وأملى عليها أفكاره التي يواري بها أيضا جثمان عيب خطير قد لايكون له فيه ناقة ولا جمل... دوما الهوية لاتعنيهم... فتيات وفتيان ... وباحثين وباحثات عن هوية ... كل يسير لما هو باحث عنه... 

الفيسبوك : تقليدا اتبعته جامعة "هارفارد" العريقة والغرض منه تجميع طلاب الفرقة النهائية من جميع الكليات بالجامعة حتى تتيح التواصل بين الأفراد بعد التخرج. ومن هنا أصبح الفيسبوك ضرورة ملحة واحدى احتياجات العصر. وأصبحت أكبر شريحة مستخدمة له شريحة العرب. فيقوم الشاب أو الشابة بانشاء صفحة تضم أفكارهم وتتناسب مع أهوائهم ... والصفحة قد تصبح صفحات بعدة أسماء بعضها حقيقي والبعض الاخر مستعار , المهم أن تكون الصفحة جاذب هام للفتيان ( وهذا مطلب الفتيات ) وجاذب للفتيات (وهذا مطلب الشبان) . من خلال صفحة شاب سكندري "خالد سعيد" لقي حتفه بعد ممارسة رجال الشرطة والمخبريين تعذيبه وقمعه حتى الموت. ومن هنا انطلقت شرارة الثورة وجثمانه كان الحريق الذي أشعل الكثيرون ودفعهم للتظاهر كرمز لجزء من الفساد.

 اشعال فتيل ثورة أخرجت المصريين من صمتهم... فنفضوا عنهم أثمال الخضوع والخنوع والسلبية... وألبستهم أثواب العافية والثورة والعزة... أخيرا وجدوا أنه قد آن الأوان لترك العشق الحاسوبي والنزول للميدان وليس أروع من نزول حب الكتروني لأرض الواقع... "منى" كانت تتبنى فكرا وأيديولوجية سياسية دوما مايتبناها كل حالم من ذوي الدخل المعدم, وغالبا مايعجب الفتى الثري بهذا ويراها مكملة ومكللة لحاجات يملكها... فيترك ابنة خالته مع أنه كان غير ممانع للارتباط بها ووقع في عشق "منى" ...
هنا توقفت "من جاء أولا البيضة أم الفرخ؟" أحمد لم يكن معترضا على شيء وكان معجبا بوضعه وربما متباه به ... فجأة تعرف على فكر منى التي بدورها تبث له سخطها على نظام يقصي الآباء في رحلة جهاد خارج مصر ليرجعوا بحفنة أموال بعد غربة يدفع ثمنها الآباء والأبناء والأسرة... مصر غنية (مبدأ يبيح أخذ حق معلوم من مالها بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى). حب الواقع يقر الطبقية, فالتكافؤ مطلب ديني واجتماعي, هكذا خلقنا بعضنا فوق بعض طبقات, منا المتعلم والجاهل والمتوسط التعليم... وحده حب مصر لايعرف الطبقية... يتصاغر امامه كل حب...

حب مصر ... حب ثائر ... والثائر هو الابن والابنة والزوج والزوجة ... حب مصر واجب وأعلاؤه فرض قومي ... كل يحب مصر بطريقته ... وكل يرى حبه هو الأسمى والأجل... الثوار ثائرون في حب مصر , ماضون ويرون أن كل من يخرج عن نطاق ثورتهم مغتصب, مارق, ومدمر...

ان أردنا تغيير النظام , كيف نغير من أنفسنا؟ وهل غيرنا النظام؟ ذلك ما يطرحه الكاتب بحرفية شديدة حيث يضعنا أمام أنفسنا متسائلين... هل تغير النظام؟ وان تغير النظام الذي أسقطناه , هل نجحنا في تغيير مفاهيمنا الاجتماعية؟ هل تجاوزنا حدود الفانتازيا الالكترونية للواقعية التغيرية؟

نظم متسق يجب أن يدرك كله لأننا جزءا من هذا النظم. تحديد المطالب ... وضوح الرؤى... بقي جانب تجسيد شخصية رجل أمن الدولة والتي تعكس أحادية الرؤية لرجل الشرطة في مصر وتعميم النسخة لتكويم اسقاطات رواسب لانريد أن نتخلى عنها... كمن يريد لعشماوي أن يمسك بيمينه مقصلة وفي يساره وردة...

رؤية ثاقبة ودلالات تطرحها نهاية مفتوحة لفهم فنتازيا الالكترونيات وواقعية ثورة,,,

 

 


الجمعة، 2 مارس 2012

أشعر بضجر !!!




 تنتابني لحظات فيها أشعر بالضجر     
أتضجر فيها منك
وأضجر فيها من نفسي 
من خرس أصاب كلماتي 
  ومن صوت ماهو بصوتي 
  من همسات لاتشبه همسي
أتضجر فيها من دمع وحزن 
تأتيني لحظات أقسم بأن أدير للحياة ظهري
    ولكن!!!
عندما يسدل الليل ستاره
ويخيم علي بأفكاره
يهادنني
ويهديني حلو الوعد
ومن بتلات الأمل فيك يهبني 
عندما يلفني الليل بقوة وحزم
تعتريني رعدة النشوى ويحين للجسد وقت التمني
أؤب اليك 
وأرتد لذات الملذات وعهد الصخب
أعود اليك مسلمة
 أشكو منك اليك لوعتي وضعفي
فأنا في ضجري عاشقة
أتعذب بعشقي لك وغربتي عن نفسي
وتتوالى ليال أخر
أثمل فيها من الضجر
لا الصمت يجدي ولا ينفعني كلا
لاالهجر ولا السفر 
ويح قلبي ان مسه الضجر

اهداء لصديقتي كارولين فاروق (هي حالة لاتسمحي لها ان تاخذك بعيدا عن دفء القلم - تحيات اللجين)

الأحد، 12 فبراير 2012

قتل عمد



قال لي:

قمة الأسى أن تمسك حلمك بيدك ثم تخنقه في قبو الخوف ،
لأن أحداً لن ينصفك ، ولأن أحداً لن يغفر لك احتفاظك به




فأجبت:
وقمة التواطؤ في القتل العمد أن تغتال حلما
كل جريرته أن وهبك كل ماتحتاجه من عدة
لتاخذه بغدرة حقيقة أردتها أن تغتال حلما أنت رأيته
اثما... لن تنجوا من دماء لطخت بها وجه الحلم
وكتبت على بوابته هنا يرقد جثمان حلما تطاول يوما
يسعى الى تحقيقا